كان اسم صلاح نجم ليفربول وقائد منتخـب مصر مثارا للجدل فى مختلف الصحف الإنجليزية فى اثناء اقتراب تعاقده مع ناديه مـن الانتهاء وعدم التوصل لاتفاق على التجديد.

لكن وبشكل مفاجئ صرح ليفربول فى الاول مـن يوليو 2022 تجديد تعاقد الملك المصرى رسميا بشكل طويل الأمد دون الإشارة الي المدة.

بينما ذكرت التقارير ان التجديد مستمر حتـى عَامٌ 2025.

ماذا حدث فى الكواليس؟ وكيف كان صلاح قريبا مـن الرحيل؟ كل ذلك يكشفه قائد منتخـب مصر ومحاميه ووكيله رامي عباس فى حديثهما لدراسة أجريت فى كلية هارفارد للأعمال.

وقبل عدة أيام نشر صلاح صورة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” صورة مختصرة لتلك الدراسة ويمكن الاطلاع عليها مـن هنا.

لكن قبل عدة ساعات نشرت صحيفة “ذا جارديان” الإنجليزية تفاصيل ما جرت فى الدراسة ويستعرضها يلا شوت.

ويجدر التنويه الي أنه اثناء الدراسة تم الحصول على تصريحـات مـن صلاح ورامي عباس ووافق الثنائي على اقتباس حديثه كأنه وقت المفاوضات مع ليفربول وليس الان.

لم يشر اى مـن صلاح ورامي عباس لقيمة العقد الحقيقية مع ليفربول، لكن الثنائي أوضح ان نجم النادي الانجليزي يحقق أسبوعيا أرباح لا تقل عَنْ مليون جنيه إسترليني.

وأوضح رامي عباس ان ذلك سيكون “توقعا محافظا عليه لما يقدمه صلاح”.

وقال صلاح: “لقد تحليت بالإيجابية بشأن المفاوضات مع ليفربول منذ البداية، لكن الان بعدما أخبرني رامي أنهم لم يوافقوا على اى شيء أردناه أرى الامور بشكل مختلف”.

وأردف صلاح “أشعر ان النادي يريد بقائي، وأنا أريد البقاء أيضا، لكن مـن الصعب التوصل الي اتفاق”.

ومن يرجي العلم ان كلية هارفارد للأعمال اختارت عرض مفاوضات تجديد تعاقد صلاح فى برنامجها الترفيهي والرياضي الذى تديره الأستاذة الجامعية أنيتا إلبيرس مع طالبها طاهر المعتز بالله الذى أجرى المقابلة مع اللاعب المصرى ووكيله.

وسيتحدث رامي عباس فى مؤتمر يُعـقد بالجامعة يـوم الإثنين القادم امام طلاب ماجستير ادارة الأعمال.

وتلك العادة السنوية بالتحدث امام طلاب الماجستير فى هارفارد لطالما اجتذبت العديد مـن نجوم كرة القـدم وحضرها سابقا كل مـن جيرارد بيكيه وريكاردو كاكا وإدوين فان دير سار وكلارنس سيدورف.

إذ أنه تطلب الأستاذة أنيتا إلبيرس مـن طلابها إعداد دراسات للنقاش والتي كانـت فى تلك المرة عبارة عَنْ مكالمة هاتفية فى يونيو 2022 بين صلاح ورامي عباس قبل تقديم العرض المضاد لليفربول، حيـث كان الاول يقضي إجازته فى الجونة والثاني فى دبي.

وقال رامي عباس آنذاك: “مازلنا متباعدين للغاية، محمد لن يرحل عَنْ ليفربول بسـبب فارق 5% بين ما يعرضه ليفربول وما نريده، لكن الفارق أكبر مـن ذلك بكثير”.

وواصل “إذا وجدنا طريقة لجعل ليفربول يوافق على الراتب الذى نضعه فى الاعتبار وإن أدى صلاح بالمستوى الذى قدمه فى المواسم الماضية فإننا نتوقع بشكل متحفظ المبلغ الذى سيحصل عليه محمد ومن اثناء حقوق الصُّورَةُ فى السنوات القادمة ما بين 47 مليون جنيه إسترليني (54 مليون يورو) الي 54 مليون إسترليني (62 مليون يورو)”.

وتنتهي الدراسة بتعليق مـن صلاح اعلن فيه: “التجديد فى ليفربول سيكون أحد اهم الاحداث فى مسيرتي، لكن علينا القيام بالأمر بالطريقة الصحيحة، لقد تعلمت طوال مسيرتي إنه إذا كنت تريد ان تكون ناجحا فمن المهم ان تستثمر فى نفسك ليس فقط جسديا ولكن عقليا أيضا”.

وأردف “هذا ليس فقط فى أرض الْمَلْعَبُ لكن أيضا خارجه، عليك ان تتحكم فى عواطفك وأن تكون مستعدا للضغوط”.

من-125-جنيه-إلى-مليون-إسترليني-أسبوعيا-صلاح-ورامي-عباس

لكن رغم كل ما قيل، فخلال الدراسة لم يتم الاعلان عَنْ تفاصيل ما جرى فى الاجتماع الحاسم بين ليفربول ورامي عباس والذي أدى الي تجديد تعاقد صلاح، لكن معروف إنه تم إعلان الصفقة فى وقت قصير جدا بعد الاتفاق، وبمعنى آخر سارت الامور بشكل جيد للغاية والقارئ مدعو للاستنتاج بأن النادي الانجليزي وافق على مطالب محامي اللاعب المصرى.

إن المبلغ الذى دفعه ليفربول الي صلاح لتجديد تعاقده غير واضح فى الدراسة، وتعتقد مصادر فى النادي إن صلاح يربح أكثر بكثير مـن أطراف ثالثة مثل تعاقداته التجارية مع أديداس وبنك الإسكندرية وبيبسي وجوتشي وماونتن فيو.

وقال رامي عباس: “الان تتراوح أرباح صلاح التجارية مـن 3.5 مليون إسترليني (4 ملايين يورو) الي 6 ملايين إسترليني (7 مليون يورو)، إن انضمامه الي ليفربول كان بمثابة تغييرا فى قواعد اللعبة”.

ويقصد رامي عباس بذلك ان ارتباط صلاح الناجح مع ليفربول لم يؤد فقط الي عـقد مربح للغاية بل ساعد فى زيادة مصادر الإيرادات الاخرى، فليس مـن السهل على صلاح مساعدة ليفربول على الظهور بشكل جيد ما يؤدي فى النهايه الي مكافآت أكبر له فى صفقاته بعيدا عَنْ النادي.

بينما تبقى واحده مـن الامور التى مثلت عائقا فى المفاوضات كانـت الانقسام بين الطرفين بشأن الراتب الثابت والمتغيرات.

فقد ضغط ليفربول للحصول على حصة أعلى مـن المتغيرات المرتبطة بمشاركات صلاح فى المباريات وأهدافه وصناعته لها.

بينما رد رامي عباس بأن الحصول على المزيد مـن المتغيرات وقيمة أقل للتعاقد الثابت سيعني زيادة كبيرة فى القيمة الإجمالية للصفقة.

وقال رامي عباس: “أدرك ان تلك الخطوة ستجعل عـقد صلاح الأعلى قيمة فى تاريخ ليفربول، لكنه يستحق ذلك”.

وتبحث الدراسة التى أجريت فى كلية هارفارد للأعمال فى كيفية هيكلة المكافآت والخروج بحل لتلك الامور المعقدة.

وقال رامي عباس مجددا: “مكافآت أداء صلاح يجب ان تُعتمد كَمَا يفضل ليفربول على تسجيله لعدد معين مـن الأهداف أو تقديم عَدَّدَ معين مـن صناعته لها”.

وأضاف “ثم هناك تعقيدات حقوق الصُّورَةُ بالمستويات التى يسمح ليفربول باستخدامها، حتـى ذلك التعارض المحتمل بين أنشطة حقوق الصور الشخصية وتلك المتعلقة بحقوق رعاية النادي”.

ما يبرز أيضا اثناء الدراسة والذي يتم التعليق عليه فى ليفربول هو مدى عمق الثقة بين صلاح ورامي عباس، فمن النادر ان تجد اى فرد مـن خارج العائلة مع عدم وجود وكلاء أعمال آخرين يمثلون نجما عالمـيا.

بدأ الامر بلقاء صدفة فى عَامٌ 2015 عندما كان صلاح فى تشيلسى وكان رامي عباس الذى الكولومبي الجنسية والذي نشأ فى الإمارات يُمثل خوان كوادرادو لاعـب البلوز آنذاك وزميل صلاح نفسه.

وقال صلاح: “كان رامي هناك مع كوادرادو، أتذكر أننا التقينا وتحدث معي بالعربية، لم أفهم فى البداية وقلت كولومبي يتحدث بالعربية؟ لذلك بدأنا بالتحدث معا”.

فى ذلك الوقت أعطى رامي عباس بعض النصائح لصلاح بشأن انضمامه الي فيورنتينا معارا، ومن العدل القول إن العلاقة تطورت بقوة منذ ذلك الحين.

نقطه أخيرة لا مفر منها تتمثل فى ان صلاح قطع شوطا طويلا منذ ان وقع أول عـقد احترافي له مع المقاولون العرب عندما كان يبلغ مـن العمر 13 عاما وكان يحصل آنذاك على راتب شهري قيمته 125 جنيه اى 3.32 جنيه إسترليني.